نجحت مجموعات المجتمع المدني، التي راهن كثيرون أنّها ستبقى مشتّتة وغير قادرة على التوحّد لخوض الاستحقاق النيابي المقبل باطار تحالف عريض، بانشاء مجلس قيادي يضم 7 ممثلين عن 28 مجموعة، بعد الاتفاق على ورقة سياسيّة تختصر الرؤية الموحدة لهذه المجموعات، على ان تنهي قريبا تحديد آلية اختيار المرشحين للانتخابات والأهم اختيار اسم للمظلّة، مع ترجيح اعتماد اسم "تحالف المعارضة" الذي سيخوض المعركة النيابية المرتقبة تحت شعار مواجهة "تحالف السلطة".
وبعكس ما تم تداوله مؤخرا عن استبعاد شخصيّات أساسية من المجتمع المدني عن "المجلس القيادي" وأبرزها الوزير السابق شربل نحاس والقيادي السابق في "التيار الوطني الحر" زياد عبس، تؤكد مصادر واسعة الاطلاع أن نحاس وعبس هما في المجلس وان كان ليس عبر شخصيهما، من منطلق انّه تم التفاهم على الاّ يتضمن المجلس القيادي مرشحين للانتخابات المقبلة. ويتمثل في المجلس كل من "قسم" التي تضم حزب "سبعة" ومجموعات أخرى كـ"محلي" و"صيدا مدينتي" وغيرها بـ3 أعضاء، كما تتمثل "طلعت ريحتكم" بعضو، و"بدنا نحاسب" بعضو و"المعارضة العونيّة" بعضو اضافة لعضو تابع لـ"بيروت مدينتي". وتشدد المصادر على ان 21 مجموعة أخرى أيّدت أن يتم تمثيلها عبر الأعضاء الـ7، لاقتناعها بأن العمل سيصبح أصعب في حال توسعة "المجلس القيادي" الذي لا شك سيكون منتجا أكثر في حال اعتمد تصغيره.
وتتوقع المصادر "اسدال الستار على التنظيم الجديد كحد أقصى في الأسبوع الثاني من شهر كانون الثاني، على ان يتم الكشف عن فحوى الورقة السياسية التي جاءت هي الأخرى مضغوطة قدر الامكان، باعتبار ان التفاهم على رؤية موحدة للقضايا السياسية المطروحة لم يكن بالمهمة السهلة خلال وقت قصير"، لافتة الى انّه سيتم الاعلان عن برنامج العمل الانتخابي في وقت لاحق.
ومن المرجح أن يؤدّي اعتماد هذه المجموعات اسم "تحالف المعارضة" الى تقاطع مع حزب "الكتائب" الذي يُعتبر الحزب الرئيسي خارج السلطة، الا أنّ المصادر تنفي تماما وجود حديث مع "الكتائب اللبنانية" في المرحلة الماضية لضمه الى صفوفنا. وأضافت: "اللبنانيون يدركون تماما ان "الكتائب" لطالما كان جزءا لا يتجزأ من هذه السلطة، وأنّه لو تأمنت مصالحه لما ظل الكتائبيون خارج التركيبة الحاكمة"، معتبرة ان "ذلك لا يمنع التلاقي معه في وقت لاحق باطار التحالفات الانتخابية فنساعد بعضنا البعض".
وتشكل المعارضة العونيّة جزءا اساسيّا من التنظيم الجديد، وهي لا تزال تبحث بأوراق مرشحيها للانتخابات وان كانت حسمت ترشيح عبس كما عدم ترشيح نعيم عون وطوني نصرالله، الأرجح بقرار منهما. ووفق مصادر معنيّة فانّه يتم التداول بترشيح فؤاد شهاب في دائرة بعبدا كما يجري حسم ترشيح احد الاعضاء في جبيل–كسروان كما في الكورة.
وأيّا تكن الحلّة التي سيطلّ بها هذا التنظيم على اللبنانيين مع مطلع العام الجديد، لا شك انّه سيشكل ظاهرة في الاستحقاق المقبل، لانّه يقدّم بديلا عن الأحزاب التي جرّبها اللبنانيون مرارا وتكرارا، وأنّه بات قادرا وفق القانون النسبي الجديد على احداث خرق طال انتظاره وان كان محدودا في الجولة الأولى، على أن يتسع في جولات مقبلة شرط نجاح هذه المجموعات بتقديم المثال الّذي يُحتذى به بعد انضمامها الى السلطة التشريعية.